منذ الأزل وحتى الوقت الراهن لم تتوانَ عجلة التطور عن المضي قدما ، فتطوّرت الكائنات الحية بوتيرة عالية وتطورت مشكلاتها واعتلالاتها بالوتيرة ذاتها، لاسيّما الإنسان الذي ترافق تطوره الفيزيولوجي والمورفولوجي مع تطور أمراضه بمختلف مسبباتها. ومن أبرز المسببات المرضية التي تواجه الجنس البشري منذ زمن بعيد هي المسببات الحيوية (فطريات ، حشرات، طفيليات ، بكتريا...) ولهذا انصبّ اهتمام الإنسان بدراسة هذه المسببات كونها تشكل خطراً عليه وعلى سلامته الجسدية والنفسية. ونتيجة تراكم الخبرات والقيام بالعديد من التجارب المخبرية، ظهرت المضادات الحيوية التي اعتمد عليها الإنسان للتغلب على المسببات الحيوية للأمراض ومحاولة القضاء عليها. واستخدمت العديد من المواد الكيميائية و الطبيعية في تصنيعها بهدف زيادة فعاليّتها والتغلب على البكتريا التي قد سبق لها أن طورت بنيتها ضد المضادات الحيوية مع الزمن.

وتعد الفضة بكل أشكالها موضوعاً طبياً مثيراً للجدل في عصرنا الحديث. و قد استخدمها القدماء في طبهم دون أن يدركوا ماهية تأثيرها أو آلية عملها في الجسم، وفي هذه الأيام تصاعد الاهتمام بهذه المادة في المجال الدوائي , فقد بدأت الأبحاث والدراسات توليها قسطا من الاهتمام أملا في ان تكون وسيلة فعالة يتمكن من خلالها الإنسان القضاء على البكتريا و بالتالي التخلص من الأمراض والأوبئة التي تؤثر على الصحة العامة.

ففي كل يوم يسعى العلماء لإيجاد طرق علاج و أدوية مطوَّرة جديدة للقضاء على الأمراض التي سرعان ما تتطور لتصبح مقاومة لهذه العلاجات. لذلك كان لابد لنا من دراسة المضادات الحيوية وفهمها ومن ثم إلقاء الضوء على الفضة وفعاليتها , لنتمكن من المقارنة بينهما من حيث الفعالية في القضاء على مسببات الأمراض , لنتمكن في النهاية من معرفة فيما إذا كان بإمكاننا استبدال المضادات الحيوية بعلاج أقل ضرراً و أقل مقاومة من قبل مسببات الأمراض هذه .

والسؤال هنا؛ هل من الممكن إيجاد دواء دائم لأي مرض و من دون الحاجة إلى تطويره بالتزامن مع تطور المقاومة الجرثومية...!؟

هذا ما سنقوم بدراسته والتعرف عليه في هذا البحث.

  تحميل    تصفح