الصف :الحادي عشر - العام الدراسي :2015/2016
يدخل هذا البحث تحت فرع النقد التطبيقي وهو من الفروع المهمة في مجال الدراسات الأدبية والنقدية أو أنه همزة الوصل بين مجال الإبداع والنقد ومن أهم خصائص هذا الفرع أنه يتعامل مع النصوص تعاملاً مباشراً يحاول الكشف عن خصائصها الكامنة ويميزها عن غيرها من النصوص ويضع الإبداع الأدبي في موضعه الصحيح من تاريخ الأدب وميزة أخرى فيه أنه يخلص الدراسة من كل الفروع المتداخلة معها: من تاريخ وجغرافية وبعض العلوم الإنسانية الأخرى التي تتصل اتصالاً مباشراً أو غير مباشر بالدراسات الأدبية ومن هذا المنظور فإن مجال النقد التطبيقي يعد من المراحل الأخيرة في الدراسات الأدبية والنقدية فهو لا يعنى بنقد نسبة النصوص أو تداخلها وغير ذلك من المشكلات المعقدة المتصلة بالعصر وبشخصية المبدع نفسه.
إن هذه المراحل تعد سابقة عليه يأتي هو فيجدها ممهدة له مستقرة ومن ثم يبدأ عمله قد يستخدم التاريخ وعلم النفس لكنه لا يستخدمه إلا في نطاق ضيق وفيما يفيد خصائص إبداعية معينة.
ومن هنا اهتم البحث بالشعر العذري وتعامل معه تعاملاً مباشراً ووجد الباحث أن كثيراً من الدراسات السابقة عليه قد ركزت جهودها في مجال القصص العذري وفي الحديث عن الشعراء العذريين ومحبوباتهم وأهملت أو تكاد هذا الشعر الذي أبدعوه بالرغم من أن بروز هؤلاء العشاق لم يكن عن طريق قصص حبهم وإنما كان تجسيد هذه القصص في شعر هو الذي أعطاهم هذا الطابع المميز في تاريخ الأدب.
إذاً الشعر هو الأصل وليست القصة والعناية بالشعر هي من صميم الدراسة الأدبية أما القصة فهي ضرب من الأدب الشعري أو أنها عوامل مساعدة تبرز المقطوعة أو القصيدة وتفسر غوامضها مع تحفظاتنا الكثيرة على هذا النوع من القصص الذي يتسم بنوع من المغالاة والبعد عن المنطق.
هل كان هذا النوع من الشعر حقيقياً أم كان مجرد كلام رواة وأقاويل متداولة عبر العصور؟
-
حلقة بحث93
الغزل العذريّ في العصر الأمويّ بين العفّة والرّغبة