الصف : العاشر- العام الدراسي :2015/2016
بعد اكتشاف شاركو وفرويد لطريقة الإيحاء التنويمي ومعالجتهما للمرضى بهذه الطريقة, تبين لفرويد بعض العيوب فيها, فعمد إلى الاتصال ببروير وعملا معاً فقاما ببعض الأبحاث إلى أن توصلا إلى طريقة التفريغ. لكن نشب خلاف بين فرويد وبروير, فعمل فرويد بمفرده, وتبين له بعض العيوب في هذه الطريقة أيضاً, لذلك عمل بمفرده إلى أن توصل لطريقة التداعي الحر ومن خلالها توصل إلى نظرية الكبت واعتبرها أساس التحليل النفسي. رأى فرويد أن الكبت يحدث بسبب الصراع بين رغبتين متضادتين, وذكر نوعين من الصراع بين الرغبات, أولهما يحدث في دائرة الشعور, وتنتهي بحكم النفس لصالح إحدى الرغبتين والتخلي عن الأخرى (وهذا هو الحل السليم للصراع بين الرغبتين) ولا ينتج عنه ضرر للنفس.
أما النوع الثاني: تقوم فيه النفس بصد إحدى الرغبتين من دون إعمال الفكر وإصدار حكمها فيه, وينتج عن ذلك أن تبدأ الرغبة المكتوبة حياة شاذة في اللاشعور وهناك تبقى محتفظة بطاقاتها, وتظل تبحث عن مخرج لانطلاق طاقاتها المحبوسة, فتجده في الأعراض المرضية التي تنتاب العصابيين فوجد فرويد أن مهمة الطبيب النفسي هي الكشف عن الرغبات المكبوتة و إعادتها إلى دائرة الشعور, بدلاً من دفعه إلى تفريغها كما كان يفعل مع بروير سابقاً, فيواجه المريض هذا الصراع الذي فشل في حله سابقاً ويعمل على حله بإصدار حكمه فيه تحت إرشاد الطبيب النفسي, وهي عبارة عن إحلال الحكم الفعلي محل الكبت اللاشعوري, ومنذ ذلك الوقت أطلق فرويد على هذه الطريقة في العلاج اسم "التحليل النفسي".
-
حلقة بحث96
التحليل النفسي ونظرته في الأحلام