الصف :الثاني عشر - العام الدراسي :2016/2017
يحمل الإنسان العديد من الصفات التي تظهر عليه وتحدد له كيف ستكون بنيته الجسمية والشكلية وتدعى هذه الصفات بالوراثية نرثها من أباءنا، أي تنقلها الجينات التي تحملها كروموسومات الابوين، نصف من الاب ونصف من الام. وهناك صفات وراثية (وهي قليلة جداً) تظهر بما يُطلق عليه الطفرات الوراثية. والصفات الوراثية التي ينقلها الابوان الى أولادهما، أما صفات متنحية أو متغلبة "راجحة"، بمعنى أن هناك شخصٍ ما لديه صفة وراثية ظاهرة عليه واخر يحمل الصفة نفسها ولم تظهر عليه أعراض أو علامات هذه الصفة.
وقد درس العالم "مندل" هذه الظاهرة (ظاهرة انتقال الصفات الوراثية) ووضع لها قوانين علم الوراثة الأولى، فأصبحنا نتنبأ بالصفات الوراثية للأبناء بعد أن نعرف الصفات الوراثية للأبوين. وكما هو معلوم ان عدد الكروموسومات في جسم الانسان هي 23 زوجاً، زوج واحد منها يطلق عليه الكروموسوم الجنسي أي الذي يحدد جنس الجنين ذكر ام انثى، أما الكروموسومات الباقية فيُطلق عليها الكروموسومات الجسمانية والتي تحمل كل الصفات الوراثية، فعند التلقيح تنشطر هذه الكروموسومات الى 23 مفرد من الاب و23 مفرد من الام لتعطينا أنسان جديد يحمل 23 زوجاً، وهذا يعني ان الصفات الوراثية عند الاب والام ستنتقل الى الجنين. أي عندما يكون أحد الأبوين حامل لخلل في أحد الجينات بحيث أنَّ هذا الجين يسبب مرض عند وجود عطب فيه، فسوف تنتقل هذه الصفات المرضية أو المورثات المرضية إلى الأبناء، وتدعى بالأمراض الوراثية. ومن أكثر الأمراض الوراثية انتشاراً في العالم، هي أمراض الدم الوراثية والتي يتسم أغلبها بصعوبة في علاجه بالشكل الكامل، ومن هذه الأمراض مرض التلاسيميا أو ما يسمى بفقر دم حوض البحر الأبيض المتوسط، فهو مرض سببه خلل في الجينات المسؤولة عن تركيب ما يدعى بخضاب الدم. وهنا علينا أن نطرح بعض التساؤلات؛ هل يمكن أن يكون هناك أكثر من نوع للتلاسيميا بسبب اختلاف الجينات المصابة بخلل؟!، كيف يمكننا أن نستدل على أننا نعاني من هذا المرض، وهل من الممكن أن يسبب الموت؟!، هل سيستيقظ العالم يوماً على علاج نافع بشكل كامل لمرض التلاسيميا يريح البشرية منه؟!، كيف يمكننا الاستفادة من خضاب الدم نفسه لعلاج التلاسيميا؟!.
-
حلقة بحث96
التلاسيميا