الصف :الثاني عشر - العام الدراسي :2016/2017


إن فكرة تحديد جنس الجنين هي حلم راود البشرية منذ أقدم العصور، و لقد تعدّدت الأساليب و الطرق الّتي تم اقتراحها لتحقيق هذه الأمنية و التي تطوّرت من المحاولات الّتي لا أساس لها سوى الخرافات و المعتقدات السّائدة في تلك الأزمنة وصولاً إلى الطرق العلمية الحديثة الّتي ساعدت على الوصول إلى نتيجة تقارب %100.

و لقد بيّنت الإحصاءات و الدراسات القديمة والحديثة أن نسبة الذّكور إلى الإناث ثابتة – وهي تقريباً كل 105 ذكور يقابلها 100 إناث - على مر العصور ( إلا في بعض المراحل الخاصة حيث تم فقدان أعداد كبيرة من الذكور بسبب الحرب العالمية الأولى و الثانية و بعض الحروب الأخرى) ، و من الواضح أن بقاء هذه النسبة ثابتة يحافظ على التوازن الاجتماعي و البشري و البيئي ، و لكن ما زالت الكثير من العائلات ترغب بتحديد جنس جنينها سواءً لأسباب طبية أو لأسباب تتعلّق بعادات و تقاليد هذه العائلات ؛ فما هي الطرق الّتي يمكن من خلالها تحقيق هذا الموضوع ؟ و ما فوائد و مضار تحديد جنس الجنين على البشرية؟ لنجيب عن الأسئلة السابقة في حلقة البحث هذه...

لقد سادت العديد من الأساليب الخرافية التي اصطنعتها الشعوب في الأزمنة القديمة لتحاول فيها تحديد جنس الجنين بعد أن كان حلم هذه الشعوب الرّئيسي؛ وخاصّة الملوك و الأمراء الذين كانوا يريدون الحصول على مولود ذكر ليحمل اسم العائلة و شرفها وو...إلخ، فبدأت الشعوب باصطناع و اختراع طرق و أساليب لتحقيق هذا الحلم، ومن بعض هذه الطرق: مراقبة أوجه القمر؛ بحيث أن شكل القمر ووقت ظهوره هو ما كان يحدد جنس الجنين وقت الولادة، وكانت هذه الطريقة منتشرة قديماً بشكل كبير وما زالت موجودة ولكن عند جماعات قليلة جداً، وكان يُعتَقَد أيضاً بأن الجنين الذكر ينمو في الجهة اليمنى من الرحم؛ والجنين الأنثى تنمو في الجهة اليسرى منه، فكانت المرأة الحامل تنام على الجهة اليمنى لتحظى بمولود ذكر، و كانت تنام على الجهة اليسرى لتحظى بأنثى، و ساد اعتقاد آخر بأن النطاف الذكرية تتشكّل في الخصية اليمنى و النطاف الأنثوية تتشكل في الخصية اليسرى، فكانوا الرّجال يقومون بربط إحدى الخصيتين و ترك الأخرى بحيث يتحكم بجنس مولوده المرغوب، و سادت أيضاً الكثير من الطرق التي تعتمد على مراقبة جهة هبوب الرياح و قوتها و هطول الأمطار و أوقات المد و الجزر بحيث تتزامن مع زمن الحمل، و من أبشع الطرق التي تم تطبيقها قديماً و أشيعها استخداماً كانت بقتل المولود الغير مرغوب فيه كوأد البنات في الجاهلية و قتل المواليد الغير مرغوبين في بعض المجتمعات الأخرى.[1]

إحدى أهم الطرق القديمة التي كانت شائعة الاستخدام بكثرة والتي ما تزال متبعة عند جماعات قديمة هي الطريقة الصينية التي سنتحدّث عنها بالتفصيل في الفصل الآتي.

 


.[1]صبيّ أم بنت؟ وهل يمكن اختيار الجنس المرغوب، الدكتور عبد اللطيف ياسين، مطبعة دار العلم للطباعة والتأليف والترجمة، 1986.

  تحميل    تصفح

  • حلقة بحث
    94

    صبيّ أم بنت....... من حلم إلى حقيقة

الإعداد :


الإشراف :


التقييم : (17)

قيّم الدليل :